يهدف الإسلام في تشريعاته إلى خلق إنسان متوازن في جميع نواحيه النفسية و الروحية و المادية ، و قد خص جانب طمأنينة النفس الإنسانية بقدر كبير من التشريعات المتمثلة في الأذكار المتعلقة بجميع أنشطة المسلم و ممارساته اليومية و الحياتية ، ذلك أن انشغال الفكر بالهموم المادية و المعنوية ، و تشتت العقل تحت تأثير القلق من المستقبل و من مختلف أحداث الحياة ، كل هذه الوساوس و الأفكار تعصف بالإنسان و تجعله تحت ضغط نفسي كبير يحد من نشاطه و يقلل من فعاليته في مواجهة مشكلاته .
لذا اهتم الإسلام بالإعداد النفسي للإنسان بأن شرع للمسلم جملة من الأذكار التي تربطه بالله تعالى و تحقق دافعا معنويا و نفسيا قويا للملتزم بها كما قال تعالى: (( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ))و قد أدرك ديل كارنيجي هذه الحقيقة فقال : (إن أطباء النفس يدركون أن الإيمان القوي والاستمساك بالدين كفيلان بأن يقهرا القلق والتوتر العصبي و أن يشفيا هذه الأمراض..).
لكل هذه الأسباب عني الرسول صلى الله عليه و سلم بربط المسلم بالأذكار المتعلقة بالآداب الشخصية أو السلوك الشخصي للمسلم . و عندما يلتزم بهذه الأذكار و يعمل بكل التوجيهات النبوية الواردة يجد في نفسه لذة الطاعة ، و راحة النفس إضافة إلى الثواب الجزيل من الله تعالى ، و فوق ذلك كله قوة الارتباط بالله تعالى.