محمد بن فيصل يتكفل بعلاج الطفل و والد الطفل يتحدث للأقتصادية عن اللحظات الحرجة

بعد ( أن تخلت ) وزارة الصحة عن القيام ( بواجبها ) الوطني


جاء الفرج على يد الأمير محمد بن فيصل رئيس نادي الهلال بتكفله بنقله إلى الرياض لاستكمال علاجه




والد الطفل يروي لـ "الاقتصادية" اللحظات الحرجة: "قال أبي لا تزعل لا يجيك الضغط"
عمليات جراحية عاجلة للطفل مقطوع الذراعين في مستشفى التخصصي

جاء الفرج على يد الأمير محمد بن فيصل رئيس نادي الهلال بتكفله بنقله إلى الرياض لاستكمال علاجه

من الرياض - 21/04/1429هـ



أجرى فريق طبي متخصص في مستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض البارحة العملية الجراحية الثانية للطفل الأشدف الشراري (8 سنوات) الذي تعرض لحادثة قطعت على أثرها ذراعاه بالكامل بعد أن علق برشاش زراعي في مزرعة والده في طبرجل.
وقالت مصادر في المستشفى إن العمليتين ركزتا على محاولات علاج الجروح الكبيرة في الظهر والرقبة، إضافة إلى تنظيف أجزاء من الجروح بسبب بقائه لفترة تجاوزت 16 يوما في مستشفى سكاكا في الجوف، على أن يجرى فيما بعد تقييم الحالة.
"الاقتصادية" زارت الطفل الأشدف في غرفته رقم 6 جناح 2 في "التخصصي"، وبدا في حالة نفسية جيدة. وقال لـ "الاقتصادية" محمد بن راجي الأشدف "والد الطفل" إن طفله بقي في مستشفى طبرجل لمدة يوم واحد نقل بعده إلى مستشفى الجوف الذي بقي فيه 16 يوما منتظرا نقله إلى مستشفى متقدم إلى أن جاء الفرج على يد الأمير محمد بن فيصل رئيس نادي الهلال بتكفله بنقله إلى الرياض لاستكمال علاجه، وذلك تجاوبا مع تقرير نشرته "الاقتصادية" السبت قبل الماضي.
ووصف والد الأشدف الحادثة المفجعة قائلا إنه فوجئ بأطفاله يستنجدون به وهو يقف مع أحد عمال مزرعته ليخبروه بتعلق ذراعي الأشدف بالرشاش الزراعي، فهرع إلى المكان ليرى منظرا لن ينساه طوال حياته، حيث كان طفله معلقا بالرشاش الذي كان يسحبه من ملابسه بعد أن بتر ذراعيه. وقال إنه عندما رأى العمال المنظر أغمي على ثلاثة منهم، فذهب وأطفأ محرك الرشاش ليعود إلى ابنه الذي هدأ صراخه بينما الدماء تتدفق بغزارة وعندما حمله قال الطفل لوالده بكل براءة: أرجوك (موجها الكلام لوالده) "لا تزعل.. لا يجيك الضغط"، قبل أن ينقل إلى المستشفى.
وأبدى محمد الأشدف أسفه لعدم وجود مستشفى متطور لمثل هذه الحالات في منطقة كبيرة كالمنطقة الشمالية، مؤكدا أن حالة مثل حالة ابنه كان لا ينبغي أن تتأخر أكثر من يوم واحد، فما بالك بنحو 20 يوما. وأوضح أنه ووالدة الطفل يقطنان على حسابهما في شقة مفروشة في الرياض.

من جهتها، قالت والدة الطفل الأشدف لـ "الاقتصادية" إن الأطباء قرروا الأربعاء الماضي إجراء عملية ترقيع جلد لطفلها، لكنهم عدلوا عن ذلك بعد أن تبين أن الجروح التي كانت تنبعث منها رائحة كريهة بحاجة إلى عملية تنظيف، فتم إجراء هذه العملية، موضحة أن الأطباء أوضحوا لها أن حالة الجلد كانت سيئة بسبب التأخر في إجراء العملية، وقالت إن ابنها يعاني يوميا ويقضي ليله في البكاء والشكوى من آلامه، إذ فقد جزءا كبيرا من جلد الظهر والرقبة.
وقال الطفل الأشدف إنه يشعر بسعادة كبيرة لقدومه للعلاج في الرياض، وقدم شكره للأمير محمد بن فيصل الذي أكد أنه يحبه ويتمنى لقاءه، خصوصا أنه من مشجعي نادي الهلال، وأضاف: "أقول للأمير محمد: طول الله عمرك، والله يعطيك العافية".
من جانبه قال لـ "الاقتصادية" الدكتور فؤاد هاشم استشاري جراحة تجميل والمشرف الحالي على حالة الأشدف إن حالة الطفل مستقرة، وتتمثل حالته في فقد الذراعين، حيث لم يتبق من الذراع الأيمن سوى ربعه، بينما بترت اليسرى بشكل كامل ولم يبق سوى رأس الذراع، الأمر الذي يمثل صعوبة حاليا في تركيب طرف صناعي، أما اليمنى فسيتم التركيز عليها وإجراء عمليات تطويل جلد من أجل إعدادها لتركيب طرف صناعي.
وأضاف الدكتور هاشم أنه تم إجراء عملية تنظيف للجروح فور استقبال الحالة الأربعاء الماضي، وستجرى له اليوم عملية تنظيف أخرى، موضحا أن جروح الطفل كبيرة في الظهر والبطن والعنق، ويتم حاليا علاجها بترقيع الجلد.
وعن تركيب الطرف الصناعي أكد الدكتور هاشم أن هذا الأمر من اختصاص قسم الأطراف في المستشفى، الذي لن يستطيع البت في هذا الأمر إلا بعد شفاء الجروح تماما موضحا أن ذلك قد يستغرق شهرا كاملا.
ومن ثم يتم التأكد من وجود أعصاب في اليد اليمنى لتركيب الطرف الصناعي، يعقب ذلك تمرينات على الحركة قد تستمر لوقت طويل.
وجدد والدا الطفل شكرهما الكبير للأمير محمد بن فيصل على هذه اللفتة الإنسانية، سائلين المولى عز وجل أن يجزيه خير الجزاء، وألا يريه مكروها، كما قدما شكرهما لطاقم العلاج والتمريض الذي يشرف على علاج طفلهما في مستشفى الملك فيصل التخصصي.

الله لايحرمه لاجر ويدخله الجنات على العمل وا التطوع الذي قام به