كيف تكن أغنى الناس وأسعدهم؟
إذا أردت أن تكن أغنى الناس وأسعدهم فعليك بالآتي:
1- عليك بالايمان الكامل بأن الله عزوجل هو الرزاق ذو القوة المتين,وهو وحده من يقسم الأرزاق بين عباده بمقادير متفاوتة يحددها وحده سبحانه,وأنه ليس للإنسان أي إرادة في مقدار ما يرزقه الله عزوجل.
2-ارضى بما اعطاك الله مهما كان قليلاً وأقنع به تكن أغنى الناس وأسمع نصيحة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم لك ولي ولكل مسلم حيث قال(أرض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس) والمثل العربي يقول(القناعة كنز لا يفنى) فالقناعة وحدها تجعلك تنظر نفسك أنك أغنى الناس وأما الذي يسيطر الطمع على نفسه فأنه يظل في فقر دائم ويسعى وراء جمع المال بشتى الطرق والوسائل حتى ولو كان قد ملك وادياً من ذهب فأنه يتمنى لو يكن معه وادياً أخر وهكذا.
3-استعن بالله تعالى وتوكل عليه وبادر في طلب الرزق الحلال ولا تتكاسل أو تتهاون,فالإنسان ملزم بالسعي وطلب الرزق والله متكفل به فالله وحده الرزاق لجميع الكائنات وقد أكتفل بذلك منذ أن خلق الكون,وأما العبد فملزم بالسعي والعمل لكسب الرزق فقط.
4-لا تستعجل رزقك فتسعى لطلبه بطرق الحرام وأصبر وتروئ وأسعى لطلبه بطرق الحلال,وأعلم أن كل ما قدر لك سيأتيك في موعده المحدد وأنك لن تغادر هذه الدنيا إلا وقد أخذت كامل رزقك المكتوب لك لا ينقص منه درهم واحد.
5-لا تنظر إلى من هو أعلى منك أو اكثر منك في الرزق والمال والجاه والسلطان وأنظر إلى من هو أدنى منك في ذلك تعش سعيداً وأحمد الله على ما انعم عليك من النعم الظاهرة والباطنة.
6- اعلم يا أخي أن دوام الحال من المحال,فاليوم أنت فقير وغداً قد تصبح غنياً,وقد تكون اليوم غنياً وغداً تصبح فقيراً فهذه هي حال الدنيا وطبيعتها والسعيد فيها من تركها خفيفاً لا له ولا عليه.
7-لا تيأس من الفقر حتى تكفر,ولا تفرح بالغنى حتى تطغى,وأدع الله أن يرزقك من فضله إذا كنت فقيراً,وأن يوفقك في الشكر وحسن التصرف إذا كنت غنياً,ولا تنسى أن تحمد الله على نعمه في كل وقت وحين وأن تقول(اللهم أدم علينا نعمك وسخرها في طاعتك).
8-لا تأسى ولا تحزن يوماً على شئ فاتك أوعلى شئ لم تدركه,وأحذر أن تظن يوماً أنك قد رزقت شيئاً بذكاءك وعلمك وحنكتك وخبرتك أو تظن أن مخلوقاً هو من أعطاك ذلك الرزق,فالرزاق هو الله وحده وما قمت وتقوم به أو يقوم به غيرك ليست سوى من سبباً من الأسباب التي سببها المولى للرزق,وأعلم أنه لو أجتمع كل من في الأرض على أن يعطوك شئياً فلن يعطوك شئياً إلا وقد كتبه الله لكقال تعالى(مآ أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأهآ إن ذلك على الله يسير*لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بمآءاتاكم والله لا يحب كل مختال فخور)سورة الحديد الآيات رقم(22, 23) .
9-أقم الفرائض والأركان التي أمرك بها المولى عزوجل من صلاة وصيام وزكاة وحج وأدي النوافل فقد جاء في الحديث القدسي الذي رواه الرسول صلى الله عليه وسلم عن ربه( مازال عبدي ي واستقم وافعل الخير وتصدق على الفقراء والمساكين,فأن في ذلك دوام للنعم وراحة للنفوس وسعادة للقلوب, واترك المعاصي والذنوب فأنها تزيل النعم وتضيق بها الصدور وتضنك للنفوس وتحزن الق قال تعالى(ومن اعرض عن ذكري فأن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى* قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا* قال كذلك أتتك ءاياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى) سورة طه الآيات(124- 126) .
10-أعلم يا أخي أن السعادة ليست بالغنى وكثرة الأموال أو بالجاه والسلطان أو بالزوجة والولد وأنما السعادة كل السعادة بالتقوى والعمل الصالح والتقرب إلى الله بالعبادات والأعمال الصالحة وبالقناعة بما رزقك الله والعفاف والرضا بالقدر فما ذا ينفعك الغنى والكنوز والأموال إذا حرمت السعادة والهناء والراحة وأصبت بمرض عضال يعجز الأطباء على معالجته؟ فكم من غني وسلطان وأميروملك ورئيس ووزير رزقوا بالمال والجاه والسلطة ولكن إصيبوا بامرض أحرمتهم السعادة والراحة والتلذذ بالنعم التي رزقوا بها وفارقهم النوم تمنوا لو يناموا ليلة براحة واطمئنان يأخذ الله أموالهم وسلطانهم .
11- أعلم يا أخي أن الغني والسعادة الحقيقية يحصل عليها من يسخر دنياه ورزقه وأمواله في أعمال الخير وشراء سعادته يوم القيامة فيخرج من دنياه بحسنات ترجح ميزانه على سئياته وذنوبه.
12- وأخيراً عليك يا أخي بقول هذه الكلمات باستمرار في كل وقت وحين تكن أسعد الناس وأغناهم يوم القيامة(سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم)(أستغفر الله العلي القدير العظيم المنان الرازق البارئ المصورونتوب إليه)(سبحان الله والحمدلله ولا إله الا الله والله أكبر) (اللهم صلى وسلم على سيدنا محمد وعلى اله وأصحابه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين)